التواضع هو خلق إنساني عظيم، يجعل الإنسان يعامل الآخرين بلطف، ويتطلّع لهم بنظرة احترام وتقدير ومساواة، دون تكبّر أو تعالٍ، سواء أكان يتفوق عليهم بالمال، أو العلم، أو الجاه، وذلك ما نستنتجه في حديث النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم: " الناس كلّهم بنو آدم، وآدم خلق من تراب"، إذ يدلّ الحديث الشريف على أنّ أصل الإنسانية هو واحد، ولا يصحّ التعالي بالأنساب أو الألقاب على الآخرين، والمسلم المتواضع يرى أنّ الله خلق الإنسان من أجل التعاون والتآلف والتعارف والتراحم، وأنّ قياس التفاضل بين الناس هو تقواهم وقربهم من الله جلّ جلاله.
أهم مظاهر التواضع :
هناك العديد من السلوكات التي تنمّ عن تواضع صاحبها، نذكر هنا بعضاً منها:
البشاشة عند مقابلة الآخرين، واللطف في التعامل معهم. احترام كبير السن واللين في معاملة صغار السن. زيارة من هم أقلّ منه مرتبة، وقضاء حاجتهم. مجالسة الفقراء والمساكين دون التحقير من شأنهم. خفض الصوت في الحديث بشكل عام، وعدم رفع الصوت على الآخرين عند الغضب. إفشاء السلام على الناس. احترام آراء الآخرين لا سيّما المختلفين، وعدم انتقادهم أو جرحهم لمجرد مخالفتهم الرأي. تقديم المساعدة المادية والمعنوية للمحتاجين. العطف على الأيتام. احترام الأشخاص ذوي المكانة العلمية البسيطة. الاعتدال والرزانة والوقار في المشي. الاعتدال في الإسراف على الطعام والشراب، بحيث لا يقتر على نفسه والآخرين، ولا يبذخ بقصد إظهار الثراء ورفعة قيمة ممتلكاته المالية.
التواضع في القرآن والسنة :
يُروى أن رجل قال للنبي عليه السلام : "يا محمّد، أيا سيِّدنا وابن سيِّدنا، وخيرنا وابن خيرنا"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيّها الناس، عليكم بتقواكم، ولا يستهوينّكم الشيطان، أنا محمّد بن عبد الله، أنا عبد الله ورسوله، ما أحبّ أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيها الله".
قال تعالى: " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً "
قال تعالى: " فبئس مثوى المتكبّرين"
قال تعالى: "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر".
قال عليه السلام: "ما تواضع أحد لله إلّا رفعه".
إرسال تعليق